logo
logo

تعاون جاك وستيلانتس بالصين يشهر الإفلاس – هل هذه نهاية التعاون بين الشركات الصينية والأجنبية ؟

Topic Image

تقرير / جورج اندراوس

 

لا شك أن السنوات القليلة الأخيرة كانت من الأصعب والأسوأ بالنسبة للاقتصاد بشكل عام، وبالنسبة لشركات صناعة السيارات بشكل خاص، وذلك بسبب أزمة كورونا في الصين وأوروبا وجميع دول العالم، وحاليًّا بسبب الحرب الضارية بين روسيا وأوكرانيا، والتي كانت صناعة السيارات أول القطاعات المتأثرة بها، واليوم وبشكل مفاجئ يُشهر التعاون بين شركة جاك الصينية الشهيرة، ومجموعة ستيلانتس، والتي تُعد أهم وأكبر مجموعات إنتاج السيارات بالعالم الإفلاس بشكل رسمي، وذلك من خلال بيان صحفي رسمي.

 

 

إعلان الإفلاس في سياق «الخسارة» التي تكبدتها استثمارات مجموعة ستيلانتس

 

خلال البيان الصحفي الرسمي أعلنت مجموعة ستلانتيس أن المساهمين في مشروع التعاون بين شركة جاك الصينية والمجموعة الأوروبية والأمريكية على قرار إعلان الإفلاس، وذلك في سياق الخسارة التي أثرت على قيمة استثمارات مجموعة ستيلانتس في السوق الصينية، والأصول ذات الصلة بالتعاون، وذلك بعد المبيعات الضعيفة للغاية بالنصف الأول من العام الحالي 2022، خصوصًا بعد وصول التزامات التعاون إلى 111% من قيمة الاستثمارات، والتي تتخطى مليار دولار، والجدير بالذكر أن المجموعة قد أعلنت أنها سوف تواصل تقديم خدامتها عالية الجودة لعملائها الحاليين بالسوق الصينية، خصوصًا عملاء جيب.ؤ

 

تاريخ تعاون جاك وستيلانتس في السوق الصينية

 

كما نعلم توجد الكثير من التعاونيات المشابهة بالسوق الصينية، والتي تربط بين أكبر الشركات الصينية والأوروبية، مثل التعاون بين شركة تويوتا ومرسيدس بنز وشركات صينية، والتي تمكن تلك الشركات من تطوير وتقديم شركات مخصصة للسوق الصينية وتجميعها هناك، وذلك لأهمية السوق الصينية الضخمة، والتي تُعد أهم وأكبر الأسواق لدى شركات رائدة مثل مجموعة فولكس فاجن وغيرها، ويُعد تعاون ستيلانتس وجاك من أوائل تلك التعاونيات، والذي تم الإعلان عنه في عام 1984، والذي بدأ بين شركة جاك وشركة AMC والتي قام بشرائها شركة كرايسلر، المملوكة لمجموعة ستيلانتس، والجدير بالذكر أن الحكومة الصينية تفرض شرط التعاون مع شركة محلية لأي شركة أجنبية تستثمر هناك.

أسباب إشهار إفلاس تعاون جاك ومجموعة ستيلانتس

 

الشيء الغريب هو إعلان الإفلاس بعد أشهر قليلة من إعلان مجموعة ستيلانتس زيادة أعمالها بالسوق الصينية بنسبة تتراوح بين 50 و75%، وبذلك السياق صرح المدير التنفيذي لمجموعة ستيلانتسCarlos Tavares أن التأثير السياسي المتزايد لعب دورًا كبيرًا في كيفية تعامل الشركة مع شركائها الصينيين في السنوات الخمس الماضية، كما أشار إلى أن الشركة لا تتوقع أي تداعيات كبيرة على المدى الطويل من إنهاء المشروع المشترك، وبالجانب الآخر عبرت شركة جاك عن صدمتها الشديدة من تلك التعليقات.

 

مطالبة ستيلانتس الاتحاد الأوروبي بفرض جمارك إضافية على المصنعين الصينيين

 

أوضحت التقارير أيضًا أن الأزمة لها عدة جوانب، من بينها عدم قدرة المجموعة على منافسة الشركات الصينية بالسوق المحلية، وذلك لما تحصل عليه من تخفيضات بالضرائب والكثير من الامتيازات، وطالب المدير التنفيذي لستيلانتس الاتحاد الأوروبي بزيادة الرسوم الجمركية على السيارات الصينية في أوروبا، وذلك لتتساوى مع نفس الشروط المطبقة على الشركات الأوروبية والأمريكية بالسوق الصينية.

 

تراجع ضخم بمبيعات الشركات الأجنبية بالسوق الصينية

 

أوضحت التقارير الصينية أيضًا أن شركات صناعة السيارات الأجنبية قد تكبدت انخفاضًا بحصتها السوقية وصل إلى 45.6% خلال عام 2021، وبالنسبة لمجموعة ستيلانتس فانخفضت مبيعاتها بمقدار 50% في نفس العام، وبعام 2022 باعت شركة جيب 1.857 سيارة فقط، وباعت سيارة واحدة بشهر مايو الماضي.

 

 

هل هذه نهاية التعاونات بين الشركات الصينية والأجنبية ؟

 

كما نعلم جميعًا أن صناعة السيارات الصينية قد انتقلت إلى مستوى جديد فيما يخص التصميم ومستوى الأمان، مما مكنها من منافسة الشركات الأوروبية والأمريكية بشدة بالسوق الصينية والأسواق العالمية، وبذلك السياق توقعت الكثير من التقارير أن ذلك يضع جميع التعاونيات بين الشركات الصينية والأجنبية تحت التهديد، خصوصًا بعد تصريح شركة جاك أن إعلان إفلاس مشروعها مع ستيلانتس لن يؤثر على حجم عملياتها بشكل كبير.

Invalid API key or channel ID.